responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 225
الكواكب قد انمحقت بها قالَ هذا رَبِّي إذ هو أتم انكشافا وأكمل اضاءة وانارة هذا أَكْبَرُ من الجميع فهي المستحق بالالوهية والربوبية فَلَمَّا أَفَلَتْ وتغيرت وانمحقت انكشف حينئذ الى نور لا افول له ولا تغير بل هو نور على نور يهد الله لنوره من يشاء قالَ يا قَوْمِ انى بعد ما كوشفت بنور الحق وعوينت بوجهه الكريم قد تحققت بتوحيده وتمكنت بمقر تجريده إِنِّي بَرِيءٌ جميع مِمَّا تُشْرِكُونَ أنتم به سبحانه من التماثيل الباطلة والاظلال الهالكة الآفلة
إِنِّي بعد ما اجتهدت في طريق التوحيد وبذلت جهدي في مسالكه وَجَّهْتُ وَجْهِيَ اى وجه قلبي الذي هو يلي الحق نحوه سبحانه بتوفيق منه وجذب من جانبه وتوجهت لِلَّذِي فَطَرَ قدر واظهر بلا مادة ومدة السَّماواتِ وَالْأَرْضَ اى العالم العلوي والسفلى حَنِيفاً مائلا عن عموم الأديان الباطلة والآراء الفاسدة وَبعد ما تحققت بما تحققت ما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ بحال من الأحوال بإثبات الوجود لغير الحق بل الوجود مطلقا منحصر به وما سواه انما هو اظلال أوصافه وعكوس تجلياته إذ لا اله الا هو كل شيء هالك الا وجهه له الحكم واليه ترجعون رجوع الظل الى ذي الظل
وَحاجَّهُ قَوْمُهُ اى قد خاصموا معه في ادعائه التوحيد وعارضوه حيث قالوا أنترك ما يعبد آباؤنا بتسويلات نفسك يا ابراهيم قالَ أَتُحاجُّونِّي وتخاصمونى فِي اللَّهِ الواحد الأحد الفرد الصمد وتجادلون أنتم معى في توحيده وتخوفوننى من هذه التماثيل الباطلة العاطلة وَالحال انه قَدْ هَدانِ الله بلطفه الى مقر توحيده ومكنني فيه وَبعد ما قد انكشفت بتوحيد الله وباستقلاله بالتصرف في عموم مظاهره لا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ بِهِ إذ لا نفع منه ولا ضر إِلَّا أَنْ يَشاءَ رَبِّي شَيْئاً مكروها يلحقني من جهته إذ هو ايضا بمشيته وهو من جملة مظاهره وهو سبحانه اعلم به إذ قد وَسِعَ وأحاط رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ وتتفكرون لتميزوا بين المظهر والظاهر والعاجز والقادر
وَكَيْفَ أَخافُ انا من ما أَشْرَكْتُمْ مع انه لا ضرر يتوقع منه وَلا تَخافُونَ أنتم من غضب الله المنتقم الغيور مع أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ المتوحد بالالوهية المنزه في ذاته عن الشريك والنظير ما لَمْ يُنَزِّلْ الله بِهِ اى بشركته وألوهيته عَلَيْكُمْ سُلْطاناً اى حجة وبرهانا وبالجملة فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ اى الموحدون او المشركون أَحَقُّ بِالْأَمْنِ وأليق بالقبول بينوا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ اى من ذوى العلوم والعقول.
ثم قال سبحانه الَّذِينَ آمَنُوا بوحدة الحق وَبعد ما آمنوا لَمْ يَلْبِسُوا ولم يخلطوا ولم يستروا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ وخروج عن مقتضى الايمان والتوحيد أُولئِكَ السعداء المقبولون عند الله لَهُمُ الْأَمْنُ في مأمن الوحدة وَهُمْ مُهْتَدُونَ مقصورون على الهداية والتوحيد لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
وَتِلْكَ القصة التي سمعت يا أكمل الرسل حُجَّتُنا ودليل وحدتنا قد آتَيْناها إِبْراهِيمَ امتنانا له وإرشادا ليغلب بها عَلى قَوْمِهِ ومن سننا القديمة انا نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ من عبادنا في العلم والحكمة والإيقان والمعرفة إِنَّ رَبَّكَ ايها المظهر الجامع للحق حَكِيمٌ في رفع درجات بعض عباده عَلِيمٌ باستعداداتهم وقابلياتهم
وَمن جملة تعظيمنا لإبراهيم عليه السّلام ورفعنا له درجته انا قد وَهَبْنا لَهُ من محض فضلنا وجودنا إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا اى هدينا كلا منهما الى توحيدنا وَكذلك نُوحاً هو جد ابراهيم قد هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ فيكون ابراهيم عليه السّلام وارثا لهداية نوح ومورثا لهداية اسحق ويعقوب وهو من أعظم النعم والهداية أكرم الكرم والعناية وَ

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 225
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست